الاثنين، ٢٤ يونيو ٢٠١٣

مولد سـيدي أبوالحجاج


كتب : مجدى بكرى
1
77
نادرا ما تجد الحضارة الفرعونية تمتزج بالحضارتين القبطية والإسلامية‏,‏ لكنك تلمس ذلك بوضوح عندما تزور معبد الأقصر‏,‏ فهناك مسجد سيدي أبو الحجاج المقام فوق أطلال معبد فرعوني‏,‏ وكانت كنيسة قبطية قد بنيت علي جزء منه أسفل المسجد‏,‏ أنشأتها قديسة رومانية اسمها تريزا‏.‏ وفي الرابع عشر من شعبان كل عام, تشهد مدينة الأقصر الاحتفال بمولد أبوالحجاج علي غرار مهرجان آمون الفرعوني, ويحضره أكثر من مليون ونصف المليون مواطن, ويتسم بمذاق خاص وعادات وموروثات فرعونية,

حيث يتجمع الناس في ساحة المسجد ويحملون مركبا يجره ويسير حوله الآلاف وتتبعه عربات تحمل أصحاب المهن من نجارين وطحانين وغيرهما, ويتجولون في شوارع الأقصر يذكرون الله, ويتلون القرآن الكريم, ويلعبون التحطيب والرقص بالخيل, ويركبون الجمال التي تحمل توابيت مزركشة.


وقد تم بناء المسجد في عام658 هـ, الموافق1286 م, بساحة معبد الأقصر علي نسق المساجد الفاطمية القديمة, مجاورا لتماثيل رمسيس الثاني, أعظم ملوك مصر في الأسرة الثانية عشرة, والذي ينسب إليه إنشاء معبد الأقصر. رابط دائم: 

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/216638.aspx




الجمعة، ٢٤ مايو ٢٠١٣

ماذا فعلنا بطلعــت باشا؟‏!



سوف يقشعر بدنك عندما تقترب من تمثال طلعت حرب باشا‏,‏ وتري هذا الكم من الانتهاك والاستهانة والسخرية بتمثال هذا الرجل . العظيم الذي تجرأ عليه الصبية والغوغاء وشوهوه بهذا الشكل المزري والمهين.
طلعت باشا حرب الذي قال عنه جاك بيرك( إن ميزته الأولي كانت في إدراكه للقوة الكامنة والإمكانات الهائلة التي لم تستغل بعد عند مواطنيه).
طلعت باشا حرب الذي قدم لمصر البنك الأهلي وبنك مصر ومصر للطباعة والورق وحلج الأقطان وصناعة السينما والمصرية العقارية وبنك مصر الفرنسي والمصرية العقارية ومصر للغزل والنسيج ومصايد الأسماك وغزل الحرير والمصنوعات المصرية ومصر للطيران وللسياحة وللجلود والدباغة والمناجم والمحاجر وتكرير البترول والصباغة والمستحضرات الطبية.
مطلوب تحرك عاجل من المسئولين لحماية تاريخنا ورموزنا الوطنية التي استباحها الكثيرون وجهلوا قيمتها وقدرها.


 http://www.ahram.org.eg/NewsQ/211672.aspx
 


http://www.ahram.org.eg/NewsQ/211672.aspx

السبت، ١٨ مايو ٢٠١٣

الكتابة في زمن الخماسين

كتب ـ أسـامة فـرج:

ميادينك يا مصر‏..‏ تحت هذا العنوان صدركتاب للشاعر مجدي بكري‏,‏ و‏(‏الشاعر‏)‏ هو اللقب الذي ينادي به مجدي في الدور الثالث من الأهرام حيث نعمل جميعا ونقيم منذ عرفنا الأهرام والصحافة بحلوها ومرها‏.
الشاعر مجدي بكري
وبكتابه هذا ارتفع رصيده من الكتب إلي ثلاثة كتب بدأها بديوان شعر تحت عنوان( مقاطع من موسيقي الحجارة) ثم بمجموعة قصصية( عروس بلا زفاف) ثم ها هو الثالث( ميادينك يا مصر) ويضم عشرين نصا أدبيا, منها قصص قصيرة ومنها مقالات قصصية وتأملات في واقعنا السياسي والأدبي والفني.. يعني خلطة من الكتابة تتلاءم مع طبيعة مرحلة اللهاث التي نعيشها حيث لا فرصة لالتقاط الأنفاس, ولا يكاد المرء يقف أمام فكرة حتي تهتز بعنف وتتمخض عنها أفكار أخري لا تمت لها بصلة, فتختلط المشاعر والرؤي ولا يدري المرء كيف يمكنه أن يعبر, فترانا نصرخ أحيانا في شبه مقال, أو نبرطم في شبه قصيدة, او شبه قصة, وكثيرا ما نستعذب الهذيان بكلام لا ينتمي لأي صنف من أصناف الكتابة.. فلك العذر يا صديقي بل لك تحية إكبار أن استطعت في هذا المناخ الخماسيني المغبرالعاصف أن تتنفس وأن تكتب.. يا لك من رجل مخلص للكتابة, ويا لك من رجل شجاع قوي القلب والرئتين..

عروس بلا زفاف - مجموعة قصصية للشاعر مجدي بكري

في مناخ مغاير يا مجدي عبر الرائد الكبير توفيق الحكيم عن الموضوع الذي عبرت عنه في مقالك القصصي( ميادينك يا مصر) فكتب رواية( عودة الروح) ويقيني أنه لو كان يكتب في زمانك هذا لجاءت كتابته شبيهة بكتابتك, ولو كان زمانك يا صاحبي مثل زمانه لكتبت مثل كتابته, هو كتب في زمان متضح فعبر عن ثورة1919 من خلال عمل روائي واضح الاركان, فيه شخصيات واضحة,ومواقف واضحة, والهدف معروف وواضح للجميع ومتفق عليه, وما كان باستطاعة كاتبنا الكبير نحت شعار الثورة( الكل في واحد) ما لم يكن يري بوضوح تحقق الشعار علي أرض الواقع.. كان الرجل صادقا فيما كتب, وانت أيضا يا مجدي كنت صادقا وأنت تنحت شعار( بعضي يمزق بعضي) لتعبر به عن أحوالنا بعد ثورة يناير,

ميادينك يا مصر - للشاعر مجدي بكري

وكنت صادقا وانت تعبر عن الواقع الخماسيني الذي نعيش فيه فجاءت كتابتك عنه خماسينية مثله, فلا هي قصة ولا هي مقال, كتابة عاصفة مثل زمانها العاصف غير المستقر, شخصيات مقالك القصصي تشبه زمانها, متعجلة مثله, غير مستقرة مثله, حائرة وفاقدة لليقين والهدف, ومعبرة بالتمام عن زمانها الفاقد لليقين والهدف, هي مثل زمانها مراوغة, محيرة, ومحتارة بين الميادين تصرخ هنا بما تصرخ بنقيضه هناك, تريد أن تقول كل شيء فلا تقول شيئا.. ولك العذر يا صاحبي فقد جازفت بالكتابة عن ثورة يناير وانت وسط العاصفة وأظن أن بعض الصبر علي الفكرة سينتج عنه عمل أدبي جيد, وأظن أن الكتابة الأدبية عن الثورة ــ أي ثورة ــ تحتاج لوقت حتي تهدأ العواصف ويتحقق بعض الصفاء اللازم لأتقان الصنعة, فالفن ــ أي فن ــ هو صنعة, وتوفيق الحكيم نشر( عودة الروح) عام1933 أي بعد ثورة1919 بسنوات كافية لإنضاج الفكرة وصفاء الرؤية, ويقيني يا صاحبي أن ثورة يناير ــ وأي ثورة ــ هي بنت لفكر وثقافة وفنون, كما انها وبالضرورة ستكون أما لفكر وثقافة وفنون, فاصبر يا مجدي علي فكرتك, وسيأتي الوقت الذي تفرح فيه ونفرح معك بالمولود الجميل المكتمل..



مقاطع من موسيقى الحجارة ـ عزف منفرد على المقلاع «وقصائد أخرى»


محمــــد الـــــــدرة

[ديسمبر 2000]

يا محمد.. أنت درة
أنت طوفان ..وثورة..
أنت من كنا نُريد،
كى نفيق..
كى نعيد..
مجدنا الماضى العتيد..
يا محمد.. أنت جمرة،
واشتعال.. فوق تلٍ من جليد
لن يضيع الصوت منا.. فى الهواء
صار رعدا فى المجرة
كيف يغتالون طفلا
يحتمى ظهر أبيه
هل لديهم
من سمات العدل ذرة؟
يا محمد..
أنت فى الخلد شهيد،
غير ثأرك لا نريد
أنت ناقوس جديد
دَق فى الصمت الكئيب
فانتشت فى البحر فوره
أنت كف من حديد
تلطم الوجه القبيح
وتحطم..
أنف صهيون العنيد
فوق صخرة
يا محمد.. لن نمد اليد دوما
بالسنابل
ليس يجدينا التصالح والتسامح
والتواصل..
لن يعيد الحق
غير الدم،
غير أصوات القنابل..
قد تخاذلنا كثيرا، فليمت زمن التخاذل
قد مللنا الصمت
ضاق الصدر من طول التواكل
ها هو الأقصى ينادى
أين أنتم؟
يا حماة الدين هبو وانقذونى
بالمشاعر..
والمشاعل
والأيادى
نظفوا ثوبى المقدس
داسه الوغد المعادى
يقتلون الغد فيكم .. يقتلون
أيم أنتم
أين أنتم
اسمعوا .. يا من أنادى
يا محمد
أنت من سكن الحنايا،
والشغاف..
أنت قد أعلنتها
"أبتاه.. إنى لا أخاف"
.. لا نخاف
رغم الدناسة فى أوطاننا،
تستقر .. وتُستضاف؟!
والموت للأحلاف،
من يتعاونون على النذالة
والعداوة،
واغتصاب الأرض،
دونما إنصاف.
يا محمد
الناس تهتف فى العواصم والمدن
وتجمعوا..
نِعم التجمع فى المحن
القدس .. لا..
القدس لا.. لن تمتهن ..
إنا نبادر بالشهادة
من أجل أن يحيا الوطن
من أجل أن يحيا الوطن

عزف منفرد على آلة المقلاع

[ 5 يناير 2005]          

زيدينا طربا.. زيدينا
زيدينا طربا يا أحجار الأرض المحتلة
يا أجمل قطعة موسيقى
نترقبها منذ سنين
تمضى الأيام
وما زلنا نطرب
ما زالت فرقة أطفالك تعزف..
تحتضن الآلات الحجرية
تُصدر أنغاما غجرية
تقذف حمما نارية
لم يتعب هذا الكوال
ولن يتعب..
لم نسمع باقى الأغنية!
لاتوجد فوق المسرح
آلات أخرى
غير "المقلاع"
عبر وكالات الأنباء
وشاشات التلفاز
وموجات المذياع
تمتع كل الأسماع
الحجر يغنى ويغنى
والسطوة تنهار وترتاع
اللحن يثور
والثور يخور
والخوف يفر
ويهرب من قلب الصبية
ليسكن فى أفئدة الأعداء
يرتفع اللحن ويتتابع
تعلو أصوات قنابلهم
الحارقة.. النابلم.. العنقودية
كل الأسلحة النارية
لاتقطع عزف الملحمة الحجرية
لا تصبح إلا موسيقى تصويرية.. للخلفية.
فى أمسية
كان مهند يعزف،
لحنا حجريا منفردا..
كان "مهند" يعزف،
كان مهند يقذف
أحجارا بركانية
ومهند هذا
ـ لم يتعد الإثنى عشر ـ
هجم النازيون عليه
لطموا وجهه..
كسروا كفيه..
قالوا: يا أنت..
من علمك العزف على الأحجار؟
قال: محمد
قالوا: أين محمد هذا؟
قال: بداخل هذى الدار
كسروا باب الدار ودخلوا
نبشوا فى كل الحجرات
وأخيرا.. وجدوه
طفلا عمره تسع سنين
الطفل محمد..
كان هو الأستاذ!
الله أكبر لم تكن إلا بداية
بعدها كان العمل
كان الحجر
يا شعبنا لن تنكسر
لن تنصهر
من يمنع الأعاصير من عصفها؟
من يوقف الأبابيل عن قصفها؟
من يخمد البراكين
إن تنفجر...؟
تلك أنغام الحياة..
سنبنى الحياة
بهذا الحجر!

سامحينا

[يونيو 1986]


سناء
فى إحدى قرى الجنوب اللبنانى، قرب مقر القيادة الأمريكية ببيروت، كانت سيناء محيدلى الصبية الصغيرة قد قررت الاستشهاد فى سبيل قضية شعبها الفلسطينى ولتسهم بجسارة فى بث الرعب فى قلب العدو الإسرائيلى، واستقلت سناء سيارتها المحملة بالمتفجرات واندفعت وسط قافلة للعدو لتفجر نفسها بينهم وتقتل وتصيب حوالى مائتين منهم.. وتركت لنا شريطا بصوتها تروى فيه بكلمات معبرة ومختصرة ما ستفعله .. ولماذا؟

أواه يا ابنة الجنوب
لاندرى ماذا نقول
من بعد قولتك؟
تبعثرت كلماتنا.. تكسرت مآقينا
آهِ
فلنتوار خجلا
فلنهرب خزيا
فلندفن ذاك الرأس الأحمق
تحت الرمل.. فلنصمت..
فلنغلق أعيننا..
لا تعليق
فكلامك لا يحتاج إلى تعليق
لم تحتاجى تمهيد
أو شرح أو تشويق
كلماتك لم ينقصها وزن
أو تنسيق
فلنقتل آلاف الكلمات الشوهاء
فلنلعن تلك الخطب الجوفاء
فلنحرق كل قصائدنا
فلنسكت كل أغانينا،
فلنقذف كل خزائننا..
فى جوف البحر،
فلنهرب من كل العالم
فلنهرب..
من هذا الضعف العالق فينا
آهِ.. كلماتك تكوينا
تحرقنا،
تقتلنا.. تُفنينا..
سامحينا..
نقولها من بعدما احترقت..
بعدما أردتٍ.. أن توقظينا
أن تشعلى النخوة فينا
تحركينا
ماذا فعلنا.. وماذا سنفعل؟!
ذرفنا فوق أشلائك الدموع
نعم..
قد بكينا.. وطال البكاء
وقناء سناء..
سناءٌ.. سناءْ
.. وماذا بعد؟!
سننفش اسمك فى سجلاتنا
نضمها إلى عدم أسماء
إلى عدة شهداء
سنطلق إسمك على بعض شوارعنا
وننثر فوق ثراكٍ مئات الورود
ونقسمُ أنا يوماً ما..
سوف نعود
سنسرف فى الأمنيات
سنأخذ على أنفسنا مئات العهود.. مئات الوعود
وسوف ترينا
ـ كما تعودت دوما دوما أن تجدينا ـ
نتثاءب باسترخاء ..
ونرجع إلى خمولنا لمعهود
رجاء،
أن تسامحينا
سامحينا..!


وقالوا إننى مجنون!

[1985]



سليمان خاطر.. جندى مصرى كان يؤدى خدمته فى سيناء الحبيبة ..واستفزه بعض الإسرائيليين وبصقوا على العلم المصرى وأهانوه .. فأطلق عليهم نيران بندقيته..واعتقلته السلطات .. وقيل ـ وقتها ـ إنه مجنون!!

[1]
قولوا لكل الناس..
إنى لم أجن.
هذا لأنى قد سمعتُ
رمال سيناء تئن
إنى أبيت العيش
فى وطن يهان
إنى رأيت جذوع النخل تمقتنى،
وتصرخ فى عيونى:
يا جبان!
إنى شعرتُ بأن صخور التل
تذبحنى..
والماء يغرقنى
ويمحونى الزمان..
ولربما..
ـ حين انطلقت رصاصاتى ـ
كان عقلى بَينَ بينْ
لكن أنا..
أنا صدقونى..
لم أجن.

[2]
إنى أردت الطير
لم أستطع كبح الجماح..
نعم..
أردت الطير فى بلدٍ
يراد له..
أن يكون بلا جناح..
أرادوا
أن يظل الليل يخنقنا
ولا يأتى صباح
أرادوا أن نصافحهم
ولهم فينا جراحٌ.. وجراح
.. يا قوم:
إن عدونا لا يؤتمن..
أنا لم أُجن
أنا لم أُجن

[3]
وأنا صغير
ـ هناك فى بحر البقر ـ
رأيت رؤوس أصحابى تطير
والفصل يسقط
والمقاعد،
والصور
واللهو يقطعه أزيز الطائرات
والدم ينزف من قلوب طاهرات
إنى سمعت الموت ينطق
والسكات..
ورأيت وجه أعدائى القبيح
لكل شئ يستبيح
أحسست
إنى قطرة من دمّ
فى وطن ذبيح
..وبدأت أكرههم وأكره وجههم
واليوم..
اليوم قلبى يستريح
ويطمئن
لكن أنا..
أنا.. صدقونى ..
لم أجن.. لم أجن.

[معلق أنا فى مشانق الصباح/ وجبهتى بالموت محنية/ لأننى لم أحنها حية ] «أمل دنقل»
قتلناك!!
1 فبراير 1986
فجأة .. قيل أن سليمان خاطر قد انتحر فى سجنه!! وذلك بأن ربط رقبته بحبل فى شباك غرفة السجن.

سليمان .. سليمان.. سليمان
قتلناكَ
يا آخر عقلاء هذا الزمان
ذبحناك
على حائط المبكى
قدمنا رأسك قربان
وهدمنا المعبدَ فوقك
فوقك وحدكْ
ورمينا خاتمك السحرى
فى جوف البحر
وخرج إلينا ملوك الجان
فى زى الرهبان
سليمان
سيشهد علينا الزمان
بأنا جَبٌنَا
وأنك ما كنت يوما جبان
سيشهد..
سيشهد بأنا سنندم يوما
ولكن،
بعد فوات الأوان
سنندم..
ونعلم
من منا كان المجنون؟
مَن مِنا كان يخون؟
سنعلم معنى
"من عاش لنفسه..
ما استحق أن يكون"
سنعرف
بعد أن نرى بيننا
من لبنان عشرين
سنندم
بعدما.. لن نكون
سليمان
اسمك فى كل فم
جرح ودم،،
يصرخ فى وجه كل البشر:
سليمان لم ينتحر..
لم ينتحــر!!

قالت مونيكا

[24 سبتمبر 1998]


مونيكا
فى الوقت الذى تفجرت فيه فضيحة مونيكا تم ضرب كلينتون السودان بالطائرات واستهدف أحد المواقع مدعيا إنها مصنع أسلحة وثبت بعد ذلك أنها مصنع الشفاء للأدوية!!
مونيكا قالت:
إن "كلينتون" غرر بِى
وتطاول فى تقبيلى
وتحرش بى
ولما أنكر صاحبنا ما قالت
ظهر "الفستان الأزرق"
ليحيل نهار كلينتون
لظلام أبدى
فُضحَ كلينتون
وتهاوت صورته فى الإعلام الغربى
لم يُبقِ كلينتون شيئا
يستر عورته
لم يجد كلينتون ثوباً
يخفى سوءتهُ
سوى الدم العربى
مونيكا
وإن كانت شريكتهُ
فى مباذِله
وفى مكتبه "أحيانا"
لكنها شبيهتنا
فى مصيبتنا.. وبلوانا
مونيكا مثيلتنا
فى تَمزقنا.. تشتتنا
وعرضنا المهتوك.. أحيانا
رغم ما فيك.. يا مونيكا
فإنك أجرأ مِنا
ـ هذا رأيى ـ
فقد قلتِ.. ونحن،.. جبنـــــا..
"أمريكا بلد الحرية"
مائتا علامة استفهام
وتعجب!!
يتمزق قلبى غيظا
وتموت الدمعة فى عينَيّ
فليوأد أطفالك يا بغداد
فليتقل عمال السودان
فليختنق الشعب الليبى...
فلتنسف مدنٌ أفغانية
فلتدفن أحياء بوسنية
وليحيى الذئب الصربى
«البيت الأبيضُ»..
ما عاد كذلك!
أصبح أسود
مثل الليل الحالك فى بغداد
أصبح أحمــر
كالدم النازف فى الخرطوم
أصبح أصفر
كالرمل القاحل فى طبرق..
البيت سيتهاوى حتماً
من أنات الموجوعين
من صرخات المطعونين..
من دمعة طفل فقد أباه بغزة..
من ألم الطفلة تتلوى فى كوسوفا.
البيت سيتهاوى حتماً
لن تبقى أمريكا أبداً
جاثمة فوق صدور الضعفاء.
يا هذا العالم..
يا كل محاكم هذا العالم
يا كل قضاه الكون
شرقى أو غربى
أين العدل؟
من يصفع وجهك يا عربى
فلتفتح صدرك له
كى تتلقى طعناته
حتى لا تصبح "إرهابىْ"!!
أمريكا.. ما عادت "رعاية سلام"
أمريكا .. صارت راعية
للذئب الصهيونى!!

مبروك ياشباب التحرير

[11 فبراير 2011]


فى يناير
يوم خمسة وعشرين
كانوا الولاد مستنيين
متحفزين. متأهبين ومصممين
عاوزينها ترجع مصر لينا
عاوزين عيون الدنيا
تتفرج علينا
عاوزين يقولوا مصر ما نمتيشي
مصر ممتيتشي
ويقولوا يا زمن السكوت
روح من وشنا.. إمشي
انا شوفتهم ماشيين
ميات ورا ميات
قبلتهم التحرير
بيطالبوا بالتغيير
"سلمية، سلمية"
سلمية هَبتنا
سلمية ثورتنا
إحنا هنا واقفين
قاعدين ومش ماشيين
لحد ما ييجى النهار
واقفين
ومش خايفين
من غاز ولا من نار
ولا من "خيول" التتار
لازم نرد الاعتبار
لازم نجيب الانتصار
على الفساد والانكسار
احنا يا ناس الشباب
لا جماعة ولا أحزاب
ولا عيلة ولا أصحاب
مش منتمين لأى حزب
ولا زى ما قالوا علينا
متدربين. متأمركين
لكننا عاوزين
ما نعيشِ كالأغراب
سارقينها منا وحوش
بشغل حلق حوش
احنا هنا وقفنا
ف ساحة التحرير
ملايين ورا ملايين
لازم يكون تغيير
لازم يكون تحرير
دمنا الطاهر
اللى سال على الأرض
راح يطرح جناين نور
الدم. مش هيروح هدر
أهى دارت الدايرة
ولكل ظالم دور
مبروك يا شباب التحرير
الثورة أهه نجحت
وشمسنا هلت
يالا بنا نبنى البيت
ونلم شمل الناس
الفرحة تجمعنا
والحب والإخلاص

في 24 أغسطس، 2011، الساعة 06:46 مساءً


مفاطع من موسبفى الحجارة











الثلاثاء، ١٤ مايو ٢٠١٣

عروس‏ ‏بلا‏ ‏زفاف


كــانت‏ ‏البداية‏ ‏علي‏ ‏ورقة‏ ‏بيضاء‏ ‏مقواه‏ ‏كبيرة‏ .. ‏علي‏ ‏مكتب‏ ‏زجاجي‏ ‏فخم‏ ‏كانت‏ ‏تفاصيلي‏ ‏الدقيقة‏ ‏تتسرب‏ ‏من‏ ‏سن‏ ‏قلم‏ ‏في‏ ‏يد‏ ‏المهندس‏ ‏الإنشائي‏ ‏الكبير‏.. ‏وكانت‏ ‏قبل‏ ‏ذلك‏ ‏بفترة‏ ‏وجيزة‏ ‏أوراق‏ ‏مالية‏ ‏كثيرة‏ ‏تتنقل‏ ‏من‏ ‏يد‏ ‏إلي‏ ‏يد‏ ‏من‏ ‏أجلي‏.. ‏نقود‏ ‏في‏ ‏السر‏.. ‏وأخري‏ ‏في‏ ‏العلانية‏.. ‏وعلي‏ ‏مساحة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏بأحد‏ ‏الأحياء‏ ‏الراقية‏ ‏كان‏ ‏العمل‏ ‏يتم‏ ‏علي‏ ‏قدم‏ ‏وساق‏ ‏في‏ ‏الحفر‏ .. ‏وعلي‏ ‏جانبي‏ ‏الشارع‏ ‏تكومت‏ ‏شكائر‏ ‏الأسمنت‏ ‏وأسياخ‏ ‏الحديد‏ ‏وأكوام‏ ‏من‏ ‏الرمال‏ ‏والزلط‏..‏
كنت‏ ‏منذ‏ ‏هذه‏ ‏اللحظة‏ ‏قد‏ ‏بدأت‏ ‏في‏ ‏تخيل‏ ‏الشكل‏ ‏العام‏ ‏لي‏.. ‏حقا‏ ‏سأكون‏ ‏أجمل‏ ‏عمارة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الحي‏ ‏الراقي‏ ‏كله‏.. ‏أطول‏ ‏عمارة‏ .. ‏يسكنني‏ ‏أغني‏ ‏الناس‏.. ‏أحسست‏ ‏بالتيه‏ ‏والخيلاء‏ , ‏ولا‏ ‏أخفي‏ ‏عليكم‏ ‏والغرور‏ ‏أيضا‏..  ‏ولكني‏ ‏كتمت‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المشاعر‏ ‏في‏ ‏نفسي‏.. ‏لم‏ ‏يأن‏ ‏أوانها‏ ‏بعد‏.. ‏مان‏ ‏الحفر‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏يزداد‏ ‏عمقا‏ ‏حتي‏ ‏أشار‏ ‏المهندس‏ ‏المسئول‏ ‏بالكف‏ ‏عن‏ ‏الحفر‏ ‏وبدأ‏ ‏العمال‏ ‏والماكينات‏  ‏في‏ ‏صب‏ ‏الأساس‏.. ‏أسمنت‏ ‏جيد‏ .. ‏مسلح‏ ‏قوي‏ ‏متماسك‏.. ‏العمل‏ ‏يسير‏ ‏بعزم‏ ‏ونشاط‏.. ‏اكتمل‏ ‏الأساس‏.. ‏وبدأ‏ ‏بناء‏ ‏الدور‏ ‏الأول‏.. ‏وانهالت‏ ‏عروض‏ ‏وطلبات‏ ‏التملك‏ ‏والإيجار‏ ‏علي‏ ‏أصحابي‏.. ‏لكنهم‏ ‏في‏ ‏البداية‏ ‏اجتمعوا‏ ‏ليحددو‏ ‏أسعار‏ ‏السكن‏ ‏بي‏.. ‏إعلان‏ ‏صغير‏ ‏عني‏ ‏وعن‏ ‏ثماني‏ ‏عمارات‏ ‏أخريات‏ ‏يمتلكهن‏ ‏نفس‏ ‏الأشخاص‏, ‏ولكنني‏ ‏سأكون‏ ‏بكل‏ ‏تأكيد‏ ‏أجملهن‏.. ‏هكذا‏ ‏سمعت‏ ‏أحد‏ ‏المهندسين‏ ‏المشتركين‏ ‏في‏ ‏التنفيذ‏ ‏يقول‏ ‏لزميله‏.. ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الإعلان‏ ‏الصغير‏ ‏كافيا‏ ‏لأن‏ ‏تحجز‏ ‏كل‏ ‏شققي‏..‏بل‏ ‏والعمارات‏ ‏الثماني‏ ‏الأخريات‏.. ‏أزمة‏ ‏الإسكان‏ ‏محتدة‏.. ‏الكل‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏سعادته‏ ‏وسعادة‏ ‏أسرته‏ .. ‏والأغنياء‏ ‏زادوا‏ ‏في‏ ‏البلد‏.. ‏والباحثون‏ ‏عن‏ ‏الراحة‏ ‏والرفاهية‏ ‏لا‏ ‏يبخلون‏ ‏بمال‏ ‏علي‏ ‏سعادتهم‏ ‏أيا‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏المال‏.. ‏والسكن‏ ‏في‏ ‏قلب‏ ‏القاهرة‏ ‏في‏ ‏شقة‏ ‏واسعة‏ ‏أمنية‏ ‏يتمناها‏ ‏الكثيرون‏.. ‏كانت‏ ‏آلاف‏ ‏الجنيهات‏ ‏تنساب‏ ‏من‏ ‏الأيدي‏ ‏المتعطشة‏ ‏للسكن‏ ‏إلي‏ ‏أيدي‏ ‏الملاك‏ ‏وكأنها‏ ‏قروش‏ ‏قليلة‏.. ‏ولم‏ ‏لا‏.. ‏فالأرض‏ ‏التي‏ ‏أقمت‏ ‏عليها‏ ‏وصل‏ ‏سعر‏ ‏المتر‏ ‏فيها‏ ‏إلي‏ ‏رقم‏ ‏قياسي‏.. ‏كنت‏ ‏أنا‏ ‏سعيدة‏ ‏بكل‏ ‏ذلك‏.. ‏وكلما‏ ‏ارتفع‏ ‏ثمن‏ ‏شققي‏ ‏كلما‏ ‏ازددت‏ ‏زهوا‏.. ‏وكلما‏ ‏ارتفع‏ ‏طابق‏ ‏مني‏ ‏ازددت‏ ‏غرورا‏.. ‏نعم‏ .. ‏فقد‏ ‏ارتفعت‏ ‏قامتي‏ .. ‏كنت‏ ‏أنظر‏ ‏الي‏ ‏العمارات‏ ‏المحيطة‏ ‏بي‏ ‏من‏ ‏أسفل‏ ‏في‏ ‏حقد‏ ‏شديد‏ .. ‏نظرات‏ ‏ملتهبة‏ ‏بالكراهية‏ .. ‏متي‏ ‏يأتي‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏تتساوي‏ ‏فيه‏ ‏قامتي‏ ‏معهم‏.. ‏بل‏ ‏أعلو‏ ‏عنهم‏ ‏وأفوقهم‏.. ‏يا‏ ‏لها‏ ‏من‏ ‏فرحة‏.. ‏يا‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏شعور‏ ‏بالإنتشاء‏ ‏ذلك‏ ‏الذي‏ ‏سيخالجني‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏.. ‏احساس‏ ‏رائع‏ ‏أشعر‏ ‏به‏ ‏الآن‏ ‏ويشعر‏ ‏به‏ ‏ملاكي‏ ‏أيضا‏.. ‏ها‏ ‏هي‏ ‏أحلامي‏ ‏قد‏ ‏تحقق‏ ‏معظمها‏ .. ‏نظرات‏ ‏الإعجاب‏ ‏تحيطني‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏جانب‏ .. ‏الأمنيات‏ ‏تراود‏ ‏القلوب‏ ‏كلما‏ ‏مر‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏في‏ ‏الشارع‏ ‏أمامي‏.. ‏الكل‏ ‏يتمني‏..‏ولكن‏ ‏سعداء‏ ‏الحظ‏ ‏فقط‏ ‏هم‏ ‏الذين‏ ‏سيأتي‏ ‏بهم‏ ‏قدرهم‏ ‏إلي‏..‏وستمكنهم‏ ‏قدرتهم‏ ‏المالية‏ ‏علي‏ ‏امتلاك‏ ‏شقة‏ ‏بي‏.. ‏مغرورة‏ ‏أنا‏.. ‏ألا‏ ‏تلاحظون‏ ‏ذلك؟‏.. ‏وكذلك‏ ‏أصحابي‏ ‏يتمتعون‏ ‏بنفس‏ ‏الصفة‏..‏
ارتفعت‏ ‏وعلوت‏.. ‏حتي‏ ‏أصبحت‏ ‏واحدة‏ ‏من‏ ‏أعلي‏ ‏عمارات‏ ‏الحي‏ ‏كله‏.. ‏وغلا‏ ‏ثمن‏ ‏شققي‏ ‏الباقية‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تبع‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏.. ‏تحقق‏ ‏حلمي‏ ‏أو‏ ‏اقترب‏ ‏من‏ ‏التحقق‏.‏
وهل‏ ‏هو‏ ‏البناء‏ ‏قد‏ ‏انتهي‏.. ‏بدأت‏ ‏التشطيبات‏ ‏النهائية‏.. ‏لكنني‏ ‏الآن‏ ‏أود‏ ‏الاعتراف‏ ‏لكم‏ ‏بشئ‏ ‏بيني‏ ‏وبينكم‏.. ‏تأكدوا‏ ‏انني‏ ‏صادقة‏ ‏تماما‏ ‏في‏ ‏هذا‏.. ‏ومضطرة‏ ‏إلي‏ ‏قوله‏ ‏بعدما‏ ‏شعرت‏ ‏به‏.. ‏إنني‏ ‏أشعر‏ ‏ان‏ ‏الحديد‏ ‏المسلح‏ ‏الذي‏ ‏بنيت‏ ‏به‏ ‏الطوابق‏ ‏العليا‏ ‏مني‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الحديد‏ ‏الذي‏ ‏تم‏ ‏استخدامه‏ ‏في‏ ‏الأساس‏.. ‏ليس‏ ‏بنفس‏ ‏القوة‏ ‏والصلابة‏ .. ‏كذلك‏ ‏الأسمنت‏ .. ‏مذاقه‏ ‏غريب‏ ‏أيضا‏ .. ‏التماسك‏ ‏ضعيف‏ .. ‏لذلك‏ ‏فقد‏ ‏شعرت‏ ‏ببعض‏ ‏التنميل‏ ‏في‏ ‏الأجزاء‏ ‏السفلية‏ ‏مني‏.. ‏أشعر‏ ‏بوخزات‏ ‏ألم‏.. ‏أحاول‏ ‏التهرب‏ ‏من‏ ‏التفكير‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏.. ‏أحاول‏ ‏أن‏ ‏أبرر‏ ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏بنفس‏ ‏طريقة‏ ‏أصحابي‏.. ‏كل‏ ‏عمارات‏ ‏البلد‏ ‏تبني‏ ‏هكذا‏.. ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏الموجود‏ ‏في‏ ‏السوق‏.. ‏ربما‏ ‏يكون‏ ‏تحديث‏ ‏في‏ ‏فن‏ ‏البناء‏.. ‏يجوز‏ ‏تطوير‏.. ‏خامات‏ ‏جديدة‏ ‏مستوردة‏ .. ‏انني‏ ‏ما‏ ‏زلت‏ ‏واقفة‏.. ‏بخير‏.. ‏لا‏ ‏شئ‏ ‏بي‏ ‏علي‏ ‏الإطلاق‏.. ‏عروس‏ ‏الحي‏ ‏أنا‏.. ‏هكذا‏ ‏يقول‏ ‏الناس‏ ‏عني‏.. ‏وها‏ ‏هم‏ ‏يضعون‏ ‏اللمسات‏ ‏الأخيرة‏ ‏علي‏ ‏واجهتي‏.. ‏ويزينون‏ ‏الشرفات‏ ‏بالزرع‏ ‏الأخضر‏ ‏الجميل‏.. ‏
آآآآه‏ .. ‏لا‏ ‏أقوي‏ ‏علي‏ ‏الاحتمال‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ذلك‏.. ‏لقد‏ ‏ازداد‏ ‏الألم‏ ‏بي‏.. ‏أشعر‏ ‏ببعض‏ ‏أعمدتي‏ ‏تئن‏ ‏بشدة‏.. ‏تكاد‏ ‏تنفجر‏ ‏من‏ ‏شدة‏ ‏الثقل‏ ‏المحمل‏ ‏عليها‏.. ‏وفجأة‏ ‏فضحني‏ ‏الغلاف‏ ‏الرقيق‏ ‏الذي‏ ‏يطلي‏ ‏أعمدتي‏ .. ‏لقد‏ ‏تشققت‏ ‏وتقشرت‏ ‏وظهرت‏ ‏خطوط‏ ‏مائلة‏ ‏في‏ ‏الحوائط‏ ‏تنبئ‏ ‏عما‏ ‏تحتها‏.. ‏للأمانة‏ ‏هذا‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأعمدة‏ ‏والحوائط‏ ‏وليس‏ ‏كلها‏.. ‏بعض‏ ‏العمال‏ ‏اكتشفوا‏ ‏ما‏ ‏حدث‏.. ‏سارعوا‏ ‏بإبلاغ‏ ‏باقي‏ ‏زملائهم‏.. ‏نزل‏ ‏العمال‏ ‏مني‏ ‏ووقفوا‏ ‏بعيدا‏ ‏ينظرون‏ ‏إلي‏ ‏بخوف‏.. ‏اتصلوا‏ ‏بأصحابي‏ ‏الذين‏ ‏جاءوا‏ ‏مسرعين‏ ‏بسياراتهم‏ ‏الفارهة‏ ‏ووقفوا‏ ‏بعيدا‏ ‏عني‏ ‏بملابسهم‏ ‏الكاملة‏ ‏وعطرهم‏ ‏الفواح‏ ‏يتشاورون‏ ‏ويتهامسون‏ ‏وهم‏ ‏يشيرون‏ ‏إلي‏ ‏ويقتربون‏ ‏مني‏ ‏بحذر‏.. ‏
عرف‏ ‏السكان‏ ‏المحيطون‏ ‏بي‏ ‏القصة‏.. ‏يا‏ ‏لعاري‏.. ‏سري‏ ‏الخبر‏ ‏مسري‏ ‏النار‏ ‏في‏ ‏الهشيم‏.. ‏الذين‏ ‏دفعوا‏ ‏مقدم‏ ‏التمليك‏ ‏جاءوا‏ ‏مسرعين‏ ‏يطالبون‏ ‏باسترداد‏ ‏نقودهم‏.. ‏ارحموني‏ ‏يا‏ ‏قوم‏..‏
لسوء‏ ‏حظي‏ ‏أن‏ ‏صحفيا‏ ‏مغرضا‏ ‏يهوي‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏الفضائح‏ ‏كان‏ ‏قريبا‏ ‏مني‏ ‏لحظة‏ ‏معرفة‏ ‏الخبر‏ ‏فأتي‏ ‏مسرعا‏ ‏بقلمه‏ ‏وأوراقه‏ ‏وجاء‏ ‏معه‏ ‏بمصور‏ ‏صوب‏ ‏كاميرته‏ ‏نحوي‏ ‏مركزا‏ ‏علي‏ ‏الشقوق‏ ‏والقشور‏..‏وفي‏ ‏صباح‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏عرفت‏ ‏انه‏ ‏نشر‏ ‏صفحة‏ ‏كاملة‏ ‏عني‏ ‏في‏ ‏أكبر‏ ‏الصحف‏ ‏وأوسعها‏ ‏انتشارا‏.. ‏فضيحة‏ ‏عروس‏ ‏الحي‏ ‏الراقي‏ .. ‏مانشيت‏ ‏كبير‏ ‏بطول‏ ‏الصفحة‏.. ‏فعلا‏ .. ‏يا‏ ‏للفضيحة‏ .. ‏يا‏ ‏للهول‏ ‏كما‏ ‏قالها‏ ‏يوسف‏ ‏وهبي‏.. ‏كل‏ ‏البلد‏ ‏والبلاد‏ ‏المجاورة‏ ‏عرفوا‏ ‏قصتي‏..‏أخذت‏ ‏الجرائد‏ ‏تتسابق‏ ‏لمعرفة‏ ‏المزيد‏ ‏من‏ ‏أخباري‏ ‏وأسراري‏.. ‏المجالس‏ ‏المحلية‏.. ‏المحافظة‏.. ‏العضو‏ ‏الشرس‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏الشعب‏ ‏فتح‏ ‏نيرانه‏ ‏علي‏ ‏الحكومة‏ ‏مهاجما‏ ‏الفساد‏.. ‏الجميع‏ ‏يناقشون‏ ‏مشكلتي‏.‏
التف‏ ‏الناس‏ ‏حولي‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏جانب‏ ‏طوال‏ ‏ساعات‏ ‏النهار‏.. ‏احاطتني‏ ‏النظرات‏ .. ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏ليست‏ ‏نظرات‏ ‏اعجاب‏.. ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏أماني‏ ‏في‏ ‏النفوس‏ ‏وانما‏ ‏رعب‏ ‏وفزع‏ ‏في‏ ‏العيون‏ .. ‏هل‏ ‏هي‏ ‏شفقة‏ ‏أم‏ ‏شماتة؟‏.. ‏لا‏ ‏أدري‏.. ‏أصبحت‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏تحمل‏ ‏نظراتهم‏ ‏هذه‏ .. ‏تزعجني‏ .. ‏اسمع‏ ‏كلماتهم‏ ‏تؤلمني‏ ‏أكثر‏.. ‏كأنها‏ ‏معاول‏ ‏تهدم‏ ‏في‏ ‏صرحي‏ ‏الشامخ‏..‏
كل‏ ‏المسئولين‏ ‏أتوا‏ ‏لتفقدي‏.. ‏يعاينونني‏.. ‏يفحصونني‏.. ‏ابتداء‏ ‏من‏ ‏المحافظ‏ ‏وحتي‏ ‏أصغر‏ ‏مسئول‏.. ‏الكل‏ ‏يريد‏ ‏معرفة‏ ‏قصتي‏.. ‏كنت‏ ‏أري‏ ‏السيارات‏ ‏تهدئ‏ ‏من‏ ‏سرعتها‏ ‏عندما‏ ‏تمر‏ ‏من‏ ‏أمامي‏ ‏وتطل‏ ‏الرؤوس‏ ‏من‏ ‏النوافذ‏ ‏لتلقي‏ ‏نظرة‏ ‏علي‏.. ‏يتبادل‏ ‏أصحابها‏ ‏معلوماتهم‏ ‏عني‏.‏
‏ ‏مش‏ ‏هيه‏ ‏دي‏ ‏العمارة‏ ‏اللي‏ ‏حتقع‏ .. ‏تلك‏ ‏هي‏ ‏بداية‏ ‏أي‏ ‏حديث‏ ‏يدور‏ ‏أمامي‏ .. ‏يقول‏ ‏أحدهم‏ : ‏لقد‏ ‏تكلفت‏ ‏عدة‏ ‏ملايين‏.. ‏وآخر‏ ‏يقول‏ ‏يا‏ ‏عم‏ ‏دا‏ ‏مال‏ ‏حرام‏.. ‏وثالث‏ ‏يقول‏: ‏من‏ ‏قلة‏ ‏ذمة‏ ‏المقاولين‏.. ‏وآخر‏ ‏لا‏ ‏ياحاج‏.. ‏دا‏ ‏بيقولوا‏ ‏ان‏ ‏المهندس‏ ‏هو‏ ‏المسئول‏.. ‏وآخر‏ : ‏الحديد‏ ‏المستورد‏ ‏أكيد‏ ‏هوا‏ ‏السبب‏.. ‏وسيدة‏ ‏تقول‏: ‏خسارة‏ ‏حقيقي‏.. ‏ثروة‏ ‏ضايعة‏.. ‏دا‏ ‏غضب‏ ‏من‏ ‏ربنا‏.. ‏وآخر‏ ‏يقول‏:  ‏أهو‏ ‏أنا‏ ‏كنت‏ ‏ها‏ ‏احجز‏ ‏شقة‏ ‏فيها‏.. ‏لكن‏ ‏الحمد‏ ‏لله‏ ‏علي‏ ‏آخر‏ ‏لحظة‏ ‏ربنا‏ ‏أنقذني‏.. ‏يا‏ ‏راجل‏ ‏دول‏ ‏تمن‏ ‏عمدان‏ ‏فرقعوا‏ ‏فيها‏.. ‏وآخر‏ ‏يقول‏: ‏دا‏ ‏افترا‏ ‏شوف‏ ‏سعر‏ ‏المتر‏ ‏في‏ ‏الشقق‏ ‏فيها‏ ‏وصل‏ ‏لكام‏.. ‏دا‏ ‏فيها‏ ‏حمام‏ ‏سباحة‏ ‏علي‏ ‏السطوح‏ ‏متكلف‏ ‏الشئ‏ ‏الفلاني‏ .. ‏و‏ .. ‏و‏ ‏أقوال‏ ‏كثيرة‏.. ‏عبارات‏ ‏وعبارات‏ ‏تمزقني‏ ‏مثل‏ ‏السكاكين‏ .. ‏يا‏ ‏لقسوتكم‏.. ‏يا‏ ‏لتحجر‏ ‏قلوبكم‏!!‏
ولكن‏ ‏برغم‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏سببه‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏لي‏ ‏من‏ ‏آلام‏ ‏نفسية‏ .. ‏ورغم‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏العذاب‏.. ‏لا‏ ‏أخفيكم‏ ‏سرا‏ ‏إنه‏ ‏حمل‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏طياته‏ ‏بعض‏ ‏السعادة‏ ‏لي‏.. ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الشهرة‏.. ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏المجد‏ ‏يمثل‏ ‏قمة‏ ‏امنياتي‏, ‏ولكن‏ ‏آه‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الشهرة‏ ‏وهذا‏ ‏المجد‏ ‏بغير‏ ‏ذلك‏ ‏الألم‏.. ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏شهرة‏ ‏لسبب‏ ‏آخر‏ ‏غير‏ ‏هذه‏ ‏العيوب‏ ‏الخطيرة‏ ‏في‏.. ‏لقد‏ ‏هرب‏ ‏مني‏ ‏كل‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يريدون‏ ‏سكناي‏.. ‏حتي‏ ‏الجيران‏ .. ‏لقد‏ ‏صدر‏ ‏أمر‏ ‏بإخلاء‏ ‏عدة‏ ‏عمارات‏ ‏مجاورة‏ ‏لي‏.. ‏وتم‏ ‏إجبار‏ ‏ملاكي‏ ‏علي‏ ‏تسكين‏ ‏كل‏ ‏هؤلاء‏ ‏الجيران‏ ‏بالفنادق‏ ‏علي‏ ‏نفقتهم‏ ‏الخاصة‏ ‏لحين‏ ‏حل‏ ‏مشكلتي‏.. ‏أبعدوهم‏ ‏عني‏.. ‏من‏ ‏يصدق‏ ‏هذا‏ .. ‏أصبحت‏ ‏كمريضة‏ ‏الجرب‏ ‏أو‏ ‏الإيدز‏ ‏الجميع‏ ‏يهرب‏ ‏مني‏ ‏ويبتعد‏ ‏عني‏.. ‏من‏ ‏يصدق‏ ‏هذا؟‏!.. ‏أشعر‏ ‏بالوحدة‏.. ‏بأنني‏ ‏منبوذة‏ ‏من‏ ‏الجميع‏ .. ‏تعالت‏ ‏الأصوات‏ ‏مدوية‏ ‏تطالب‏ ‏بهدمي‏ ‏فورا‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحفاظ‏ ‏علي‏ ‏أرواح‏ ‏الجيران‏ ‏والسكان‏.. ‏وروحي‏ ‏أنا‏ ‏ألا‏ ‏تهم‏ ‏أحدا؟‏! ‏كلا‏ ‏انني‏ ‏أرفض‏ ‏هذا‏ ‏الاقتراح‏ ‏رفضا‏ ‏باتا‏.. ‏من‏ ‏غير‏ ‏الممكن‏  ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مصيري‏ ‏الهدم‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏المجهود‏ ‏الذي‏ ‏بذل‏ ‏في‏.. ‏أمن‏ ‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏أعود‏ ‏الي‏ ‏مستوي‏ ‏الأرض‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏وأصبح‏ ‏مجرد‏ ‏حطام‏ ‏وركام‏..‏كلا‏ .. ‏كلا‏ ‏أرفض‏ ‏هذا‏ ‏المصير‏ ‏بشدة‏ .. ‏وأيضا‏ ‏رفض‏ ‏أصحابي‏ ‏ورفضت‏ ‏بعض‏ ‏الأصوات‏ ‏العاقلة‏ ‏الأخري‏ ‏هذا‏ ‏الاقتراح‏.. ‏واستعانوا‏ ‏بمهندسين‏ ‏آخرين‏ ‏محايدين‏ ‏كتبوا‏ ‏تقارير‏ ‏تفيد‏ ‏انه‏ ‏من‏ ‏الممكن‏ ‏إصلاح‏ ‏العيوب‏ ‏الهندسية‏ ‏الموجودة‏ ‏بي‏ ‏دون‏ ‏اللجوء‏ ‏إلي‏ ‏الهدم‏.. ‏وكان‏ ‏هناك‏ ‏اقتراح‏ ‏بهدم‏ ‏الأربعة‏ ‏أدوار‏ ‏العلوية‏ ‏مني‏.. ‏قالوا‏ ‏ان‏ ‏هذا‏ ‏سيخفف‏ ‏الضغط‏ ‏علي‏.. ‏سيقصرون‏ ‏قامتي‏ .. ‏يا‏ ‏للفضيحة‏.. ‏سأصبح‏ ‏أقل‏ ‏طولا‏ ‏من‏ ‏جيراني‏.. ‏سينظرون‏ ‏إلي‏ ‏من‏ ‏أعلي‏ ‏باستهزاء‏.. ‏لا‏ ‏أقبل‏ ‏ذلك‏ .. ‏ولحسن‏ ‏حظي‏ ‏أن‏ ‏المهندسين‏ ‏أجمعوا‏ ‏علي‏ ‏ان‏ ‏هذا‏ ‏الاقتراح‏ ‏ربما‏ ‏يؤثر‏ ‏علي‏ ‏سلامتي‏ ‏بالكامل‏.. ‏وألغيت‏ ‏الفكرة‏.. ‏أو‏ ‏بمعني‏ ‏أصح‏ ‏تم‏ ‏تأجيلها‏ ‏للدراسة‏ ‏والبحث‏.. ‏تم‏ ‏طرح‏ ‏فكرة‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏لجنة‏ ‏مختصة‏ ‏وهي‏ ‏تكليف‏ ‏أصحابي‏ ‏بعمل‏ ‏صلبات‏ ‏حديدية‏ ‏وأعمدة‏ ‏إضافية‏ ‏تخترقني‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏وتحيط‏ ‏بي‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏لتدعيمي‏.. ‏ولاقت‏ ‏هذه‏ ‏الفكرة‏ ‏قبولا‏ ‏من‏ ‏الجميع‏.. ‏وبدأ‏ ‏عمل‏ ‏الصلبات‏ ‏والأعمدة‏.. ‏وتمت‏ ‏تغطيتي‏ ‏بغطاء‏ ‏كبير‏ ‏أسود‏ ‏من‏ ‏أعلي‏ ‏رأسي‏ ‏إلي‏ ‏أسفل‏ ‏قواعدي‏.. ‏ما‏ ‏هذا؟‏.. ‏عروس‏ ‏الحي‏ ‏الراقي‏ ‏ترتدي‏ ‏رداء‏ ‏أسود‏!! .. ‏يا‏ ‏لقسوة‏ ‏الأقدار‏..‏
وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏محاولات‏ ‏بث‏ ‏الاطمئنان‏ ‏من‏ ‏المسئولين‏ ‏للرأي‏ ‏العام‏ ‏في‏ ‏الصحف‏ ‏والمجلات‏ ‏إلا‏ ‏ان‏ ‏نظرات‏ ‏المتطفلين‏ ‏لم‏ ‏تنتهي‏.. ‏وما‏ ‏زالت‏ ‏الناس‏ ‏خائفة‏ .. ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏يخيفني‏ ‏أكثر‏ ‏هو‏ ‏ان‏ ‏الأخبار‏ ‏التي‏ ‏تنشر‏ ‏عني‏ ‏في‏ ‏الصحف‏ ‏بدأت‏ ‏تقل‏ ‏بل‏ ‏تختفي‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأيام‏.. ‏هناك‏ ‏قضايا‏ ‏أخري‏ ‏بدأت‏ ‏تشغل‏ ‏الناس‏..‏
ولكن‏ ‏ما‏ ‏أسعدني‏ ‏ان‏ ‏قصتي‏ ‏عادت‏ ‏إلي‏ ‏الأضواء‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏بعد‏ ‏ان‏ ‏اهتم‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏شخصيا‏ ‏بقصتي‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏يفتتح‏ ‏أحد‏ ‏المشروعات‏ ‏بالمحافظة‏ ‏فسأل‏ ‏المحافظ‏ ‏أمام‏ ‏الصحفيين‏  ‏عما‏ ‏تم‏ ‏في‏ ‏موضوعي‏.. ‏وعادت‏ ‏الأقلام‏ ‏تفتش‏ ‏عن‏ ‏أخبار‏ ‏جديدة‏ ‏وخفايا‏ ‏لم‏ ‏تنشر‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏وحوارات‏ ‏مع‏ ‏ملاكي‏ ‏والمؤيدين‏ ‏والمعارضين‏ ‏والجيران‏.. ‏عاد‏ ‏الاهتمام‏ ‏من‏ ‏جديد‏.. ‏وأصبح‏ ‏مجرد‏ ‏ذكر‏ ‏اسمي‏ ‏يلفت‏ ‏النظر‏ ‏الي‏ ‏الحي‏ ‏كله‏.. ‏أصبحت‏ ‏رمزا‏ ‏للمنطقة‏.. ‏أشهر‏ ‏عمارة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏أنا‏ ‏الآن‏, ‏ولكن‏ ‏ملاكي‏ ‏هم‏ ‏أتعس‏ ‏الناس‏.. ‏وكذلك‏ ‏المهندسون‏ ‏والمقاولون‏ ‏وحاجزو‏ ‏الشقق‏ ‏والجيران‏ ‏والمسئولون‏ ‏عني‏.. ‏لقد‏ ‏قررت‏ ‏المحكمة‏ ‏حبس‏ ‏مدير‏ ‏المشروع‏ ‏والمهندس‏ ‏الذي‏ ‏أشرف‏ ‏علي‏ ‏تنفيذي‏ ‏وواحد‏ ‏من‏ ‏ملاكي‏.. ‏وما‏ ‏زالت‏ ‏هناك‏ ‏أصوات‏ ‏حاقدة‏ ‏تطالب‏ ‏بهدمي‏..‏
سمعت‏ ‏تصريحا‏ ‏من‏ ‏مسئول‏ ‏بالمحافظة‏ ‏يؤكد‏ ‏فيه‏ ‏انني‏ ‏الآن‏ ‏أصبحت‏ ‏سليمة‏ ‏مائة‏ ‏في‏ ‏المائة‏, ‏وإن‏ ‏الخطورة‏ ‏قد‏ ‏زالت‏ ‏عني‏ ‏تماما‏.. ‏ليت‏ ‏كل‏ ‏الناس‏ ‏يسمعون‏ ‏هذا‏ ‏التصريح‏ ‏ويصدقونه‏.. ‏فأنا‏ ‏ما‏ ‏زلت‏ ‏فارغة‏ .. ‏تخاف‏ ‏الأقدام‏ ‏الاقتراب‏ ‏مني‏.. ‏أشعر‏ ‏بالضمادات‏ ‏تحاصرني‏.. ‏تلفني‏.. ‏أشعر‏ ‏كأنني‏ ‏إنسان‏ ‏عموده‏ ‏الفقري‏ ‏تلف‏ ‏فربطوا‏ ‏حوله‏ ‏الأحزمة‏ ‏وألواح‏ ‏الخشب‏ ‏لتساعده‏ ‏علي‏ ‏الوقوف‏..‏
‏ ‏أصبح‏ ‏حلم‏ ‏يوم‏ ‏الزفاف‏ ‏الذي‏ ‏تحلم‏ ‏به‏ ‏أي‏ ‏عروس‏ ‏بعيد‏ ‏المنال‏ ‏عني‏.. ‏كنت‏ ‏أحلم‏ ‏بالافتتاح‏ ‏الكبير‏ ‏يوم‏ ‏أن‏ ‏تسكن‏ ‏كل‏ ‏شققي‏ ‏بكبار‏ ‏القوم‏ ‏وأزهو‏ ‏بين‏ ‏جيراني‏.. ‏ولكن‏ ‏يبدو‏ ‏انني‏ ‏سأظل‏ ‏طويلا‏ ‏هكذا‏.. ‏عروس‏ ‏بلا‏ ‏زفاف‏!!‏

‏* ‏نشرت‏ ‏في‏ ‏جريدة‏ ‏المساء


 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م