في
ذروة فرحة الشعب المصري والعربي بالفوز بكأس البطولة الإفريقية
.. ووسط رقصات الجماهير الغفيرة وهتافاتهم ارقص .. ياحضري .. وسط
كل هذه الاحتفالات والمكافآت الحاتمية والمهرجانات الشعبية
والرسمية.. قام أخونا عصام الحضري بتوجيه كرسي في الكلوب
بسفره المفاجئ للاحتراف بنادي إف . سي. سيون السويسري دون موافقة ناديه الأهلي ليقع الجميع في حيص بيص لا يدرون
هل يهاجمونه علي فعلته هذه ويعتبرونها خيانة عظمي ونكران
للجميل ولطمة علي وجه محبيه من مشجعي النادي الأهلي والمنتخب
المصري عامة؟ أم انهم يشجعونه
ويرون إن من حقه كمحترف أن يسعي الي الاحتراف العالمي
واللعب في الأندية الكبيرة وأن يجني ثمار تعبه خاصة وان سنه
قد بلغ الخامسة والثلاثين..
انني
أكاد أري عصام الحضري يرقص فوق الصفيح الساخن ويتأرجح بين
حلم الجماهير العام الذين
يسعدون بوجوده في المنتخب وفي النادي الأهلي مع المقابل
القليل (من وجهة نظره طبعا)
الذي يحصل عليه .. وبين حلمه الشخصي في الشهرة العالمية
والثراء الواسع الذي يأمل في تحقيقه مع احترافه العالمي
واللعب في أكبر أندية الدوري الأوروبي!
وصدمني ما ذكره أحد الكتاب من أن اسم
النادي سيون مشتق من صهيون وأن السمسار الذي تعاقد مع
الحضري مغربي من أصل يهودي يدعي داوودا.. وتيقظت بداخلي نظرية
المؤامرة وأن ما حدث كان ردا إسرائيليا عمليا علي الموقف
الحضاري والمشرف والجميل الذي فعله الكابتن الذي تربع علي
قلوب الملايين صاحب الأخلاق
الرفيعة محمد أبو تريكة عندما كشف فانلته الحمراء وغطي بها
رأسه أمام الآلاف من عدسات المصورين وكاميرات التليفزيونات
العالمية عن عبارة تعاطفا مع غزة.
ولأن
كل شئ يبدأ كبيرا ثم يتضاءل فلاشك أن جمهور الغاضبين
سيهدأون مع مرور الوقت وبعد أن عاد وتاب وأناب وانطوي تحت
عباءة الأهلي ووضع نفسه تحت تصرفه.. فأعتقد إن الأهلي سيوافق
علي احترافه, وكل جماهير الأهلي سيتمنون له التوفيق في مشواره
الجديد وسيسعدون عندما يسمعون اسمه يتردد بين نجوم الكرة
العالميين .. ومن المؤكد أيضا ان النادي الأهلي الذي كثيرا ما
اقتنص أفضل اللاعبين في الأندية الصغيرة وأغراهم بالمال
والاحتراف سيتفهم انه قاد حان الوقت ليذوق من الكأس التي
أذاقها للفرق الصغيرة التي اختطف أفضل ما عندها من لاعبين.
نشرت في جريدة الأهرام الطبعة العربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق