نشرت
جريدة الوفد في صفحتها الأولي
صورة رائعة تجمع بين الدكتور يوسف بطرس غالي والدكتور محمود
محيي الدين وهما يضحكان بـ سخسخة ويتهامسان وبراءة الأطفال في عيونهما خلال جلسة مجلس الشعب المشئومة
التي شهدت الموافقة التامة للسادة الأعضاء ـ الذين اختارهم
الشعب ليعبروا عن رأيه تحت القبة ويمثلون إرادته ـ علي القرارات العشوائية بـ توليع
الأسعار في البلد وحصد القروش القليلة من جيوب الأغلبية
الكادحة من هذا الشعب الصابر الذي نافس أيوب علي صبره فيما
ابتلاه به ربه من أمراض ليختبره به, وتساءلت الصحيفة في
تعليقها تحت الصورة غالي ومحيي الدين .. لماذا يبتسمان؟!
أما
سبب روعة هذه الصورة وتفسير
سبب الضحك من وجهة نظري فلإنها تعبر بصدق عن الأغنية
الشعبية المأثورة التي يغنيها أهل العريس لأهل العروسة في ريفنا وصعيدنا بعد أن يأخذونها
الي بيت زوجها وهم يكيدون لهم بقولهم وضحكنا عليكو وخدناها
فلقد ضحك هذان الوزيران علي الشعب وأخذا منه العلاوة عنوة قبل أن تلمسها يداه وأصبحت
المنحة التي قصد منها الرئيس راحة الشعب موجهة للحكومة
ولدعمها حتي تخرج من مأزقها الذي وضعها فيها السادة الوزراء
رجال الأعمال الذين نشعر من أحاديثهم أن البلد عبارة عن
شركة خاصة ملكهم يديرونها واننا يجب أن ننصاع لكل قراراتهم
المفاجئة بدون مناقشة أو امتعاض أو رفض لأننا من ضمن هذه
الأملاك, وذلك كما تنبأ الأديب محمد القصبي في إحدي رواياته
عن دولة افتراضية اسمها جمهورية أفريكاسيا حيث يقول: لقد نجحت العولمة في
تقليص دور الدولة التاريخي.. وعلي المدي البعيد سوف تنتهي
الدولة كلية بسبب فقدانها وظائفها الأساسية أمام طاغوت الشركات
متعددة الجنسيات, وبقاؤها خارج اللعبة يعني الذبول حتي
الموت..هذا اذا سمحوا لنا بالبقاء في مقاعد المتفرجين.. والحل
لايكمن فقط في أن نشارك في اللعبة .. وانما أيضا أن نكون
روادا في التأسيس.. واقتراحي بتحويل الجمهورية الي شركة مساهمة
عملاقة يضعنا في قلب الحدث.. سينوه المؤرخون بعد ألف عام
اننا قفزنا الي سدرة المنتهي في منظومة العولمة حين ولينا
مقاليد الأمور لشركة مساهمة!
الشعب
أصبح الآن لا يثق في هذه الحكومة .. وصار متيقنا ان
رجالها يلعبون بالبيضة والحجر
ويمارسون عليه ألعاب الحواة والسحرة
والثلاث ورقات.. فين العروسة؟!.. فين العلاوة ..
رااااااااحت.. خيرها في غيرها
.. تحبوا تاخدوا علاوة تاني؟!
نشرت في جريدة الطريق
0 التعليقات:
إرسال تعليق