فــي صورة نقلتها وكالة أنباء رويتر ..
طفل فلسطيني صغير لايتجاوز السنوات الست يحمل بكلتا يديه
حجرا ليسد به الطريق أمام
الجنود الإسرائيليين في مخيم العروب بالضفة الغربية .. ونظرات
الألم والحسرة والخوف من المجهول تكسو وجه هذا الطفل.. إنه
يبكي من غير دموع.
لقد ذكرتني صورة هذا الطفل بقصة طفل آخر من
أطفال الحجارة الأبطال في أثناء انتفاضتهم الماضية منذ خمس
سنوات .. ولقد أطلق عليهم هذا الإسم لأن سلاحهم الوحيد في
مواجهة دبابات الإسرائيليين كان هو الحجارة.
هذا
الطفل عمره تسع سنوات كان يقف أمام خيمة أسرته يقذف بمقلاعه
الصغير الجنود الإسراذيليين المختبئين خلف الدبابات ووراء الدروع
الواقية.. كانت هذه الأحجار الصغيرة المنطلقة والمندفعة من أيدي
الأطفال الصغار تمثل رعبا لهؤلاء
الجنود ..
أحاط
الجنود بالطفل وأمسكوا به.. وأخذوه إلي معسكرهم لاستجوابه..
وبعد الضغط عليه وتعذيبه لمعرفة من علمه قذف الطوب بالمقلاع
اعترف الطفل الصغير أن أخاه مهند هو الذي علمه هذا... ساق
الجنود الطفل أمامهم ليدلهم علي مهند هذا الذي يقود الأطفال
ضدهم ويعلمهم الثورة.. أشار الطفل إلي الخيمة .. اقتحموها .. لم
يجدوا سوي طفل صغير عمره ست سنوات!
كان
هذا الطفل هو مهند .. المعلم الصغير الذي أجاد العزف علي
المقلاع وقاد هذه السيمفونية الرائعة التي استمرت عدة سنوات
حتي زلزلزت العدو وجعلته يتجه للمفاوضات التي أدت إلي
الاتفاقات ثم مناطق الحكم الذاتي.. ولو كانت هذه الثورة قد
استمرت لحققت الكثير .. ولكننا نلاحظ الآن أن هذه الثورة ولدت
من جديد .. وعادت لتملأ قلوب المعتدين خوفا وهلعا.. ولعلها
تكمل ما بدأته منذ سنوات!!
نشرت في مجلة علاء الدين في 8 / 5 / 1997
0 التعليقات:
إرسال تعليق