في
الوقت الذي تشتد فيه أزمة الحديد وتزداد وطأتها حتي اضطر
بعض ضعاف النفوس الي سرقة الحديد من أغطية المقابر, نجد
وفرا وفائضا من الحديد لدي محافظة القاهرة حيث تم نشر أسوار
منيعة من الحديد في وسط العاصمة حتي ان المواطن يجد نفسه
محاصرا من كل جهة ومجبرا علي السير في الاتجاه الذي يريده
السادة (واضعوا الأسوار), وإن كانت هذه (الجدر العازلة) مقبولة
إلي حد ما (من النظرة الأمنية) في المناطق التي تشهد
مظاهرات واعتصامات وذلك للسيطرة عليها وتحجيمها في أماكن معينة,
فإنه ليس معقولا ولا مقبولا أن يتم زرع هذه الأسوار في
منطقة الإسعاف بشارع الجلاء حيث تم تسوير الأرصفة من كل
جانب بالحديد الفاخر (والنادر) وبغزارة.. والأعجب وهو ان القادم من شارع 26
يوليو مستمرا في السير الي نفس الاتجاه بالشارع نفسه ببولاق
أبو العلا لا يجد سوي فتحة صغيرة في هذا السور لايستطيع
أن يعبرها إلا إذا انحني وقاربت ركبتيه أن تصلا إلي الأرض
وإذا رفض الانحناء فإن عليه أن يسير الي نهاية السور يمينا
أو يسارا مغيرا اتجاهه رغما عنه!
ورغم
هذه السيطرة التامة علي المشاه وتوجيههم في المسارات المحددة
نجد فوضي في السيطرة علي السيارات حيث تتراص الميكروباصات
بجوار الأتوبيسات بجوار السيارات الملاكي والخاصة وبجوار الميني
باصات الخاصة والعامة صانعين جميعا حالة شاذة من الضوضاء
لاتجدها في أي مكان آخر, وأنت حين تلتزم بالعبور من الأماكن
التي فتحت فيها الأسوار فإنك لابد أن تكون بهلوانا حتي تستطيع أن تتقافز بين
السيارات لتعبر إلي الجهة الأخري حتي بعد إضافة أمين شرطة
يستقل موتوسيكلا فإنه من الصعب عليه السيطرة علي هذا الطوفان
الهادر من المركبات التي تتدفق إلي هذا المكان الذي أصبح
مثل ميدان الجيزة كرقبة الزجاجة.
ناهيك
عن الرصيف الملاصق لمستشفي فاروق والذي يرتفع الي حوالي نصف
متر عن الأرض والذي اتعجب من الذي فكر في كل هذا الارتفاع
لرصيف مجاور لمستشفي يرتاده المرضي والحوامل وكبار السن من
أقاربهم.
مطلوب
حل سريع لهذه الفتحة الضيقة الموجودة في السور والتي تعطي
دروسا يومية لمئات المواطنين في ثقافة الانحناء!
نشرت
في جريدة المصري اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق