بعدما
انتشرت شاعات (بعضها حقيقة واقعة) عن بيع بعض الجزارين معدومي
الضمير لحوم الحمير للجمهور سألت طبيبا بيطريا صديقا لي: كيف
يفرق المواطن العادي بين لحم الحمير واللحوم البلدية الصالحة
للاستهلاك الآدمي؟
قال
: إن لون لحم الحمير شديدالحمرة, وإذا افترضنا عدم اكتشاف لحم
الحمير قبل طهيه فإن طعمه بعد الطهي يكون حلوا ذا مذاق سكري.
والحديث
عن الحمير يأخذنا الي معرفة مكانتها لدي شعوب العالم , ففي
أمريكا الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي , وقد استخدم الحمار
في مصر منذ ما يزيد علي 3000 سنة قبل الميلاد, ولم يذخل
انجلترا قبل حلول القرن التاسع
أو العاشر الميلادي.
ولو
نظرنا للحمار المثالي سنجد أن ارتفاعه يتراوح مابين 80 و190
سم أما الوزن فيتراوح ما بين 350 الي ألف رطل, وغذاؤه في
أثناء الراحة يكون رطلا من الدريس بالإضافة الي 3 أرطال من
الشعير في أثناء العمل ويتراوح عمره من 20 عاما الي 30 عاما,
وبرغم التشابه بين الحمار والحصان والحمار المخطط إلا انه من
السهل تمييزه عنهما بلون جلده الأسود أو الرمادي والعلامات
الموجودة بأسفل الظهر والكتفين والآذان الطويلة والأقدام الضيقة.
ولقد
تصدرت الحمير مقدمة الأحداث في أحيان كثيرة .. ففي مصر قامت
الشركة المسئولة عن توريد الحمير الي حديقة الحيوانات والسيرك
القومي بتصدير ثلاثة آلاف جلد حمار الي الصين.. وحتي هذه
اللحظة فإن الخبر عادي.. ولكن المثير ان الشركة قد تقدمت
بعد أقل من شهرين الي السيد الدكتور وزير الزراعة تطلب
الموافقة علي تصدير 7 آلاف جلد حمار أخري مبررة ذلك بأن عدة
دول تطلبها لأغراض طبية وصناعية. وقام الوزير مشكورا بتحويل
الطلب الي السيد رئيس هيئة الخدمات البيطرية الذي رفض طلب
الشركة بتصدير الجلود لحين معرفة مصير لحوم كل هذه الحمير
التي تم ذبحها في تلك الفترة البسيطة؟!
ايضا
تم العثور في شارع البحر الأعظم بالجيزة علي رؤوس لتسعة
حمير داخل صندوق قمامة, قيل فيما بعد أنها تخص حديقة
الحيوان أو السيرك القومي, ولكن حديقة الحيوانات أكدت انها
ليست مصدرا لتلك الرؤوس كما ان السيرك القومي نفي علمه بها
.. وما زلنا ننتظر نتائج التحقيقات لنعرف في بطن من توجد
لحوم هذه الحمير؟!
أما
رئيس الإدارة المركزية لحديقةة الحيوان فقد قال ان ذبج الحمير
يتم 3 أيام في الاسبوع وباقي الأيام تأتي الي الحديقة اللحوم
البلديةة من المورد الأصلي, ويوجد يوم صيام في الاسبوع, وهذا
يتبع منذ انشاء حديقة الحيوانات منذ ما يقرب من 150 عاما,
أما السيرك القومي فيري انه برء من أي تهمة منسوبة اليه
لأنه متعاقد مع متعهد ينقل اليه الحمير من محافظات مصر
المختلفة حيث يأكل الأسود من 2 الي 4 حمير يوميا ثم تأتي سيارة
من المحافظة لرفع المخلفات وتقوم بإلقائها في مقلب شبرامنت.
أما
في الجزائر فقذ أكد سكان العاصمة 1500 حمار في أربعة أشهر
(لسنا وحدنا إذن) وقد ألقت أجهزة الأمن القبض علي خمسة
جزارين بحوزتهم 1867 كيلو جرام ـ كانوا بصدد توزيعها في أسواق
مختلفة بالعاصمة الجزائرية وذلك بعد ذبحهم 1514 حمارا بالمجزر
الحكومي ـ أي ما يصل الي 57122 كيلو جرام ـ باعوا لحومها خلال 4 أشهر, وقال
أحد الضباط ان الجزارين كانوا يجلبون الحمير الي المجزر
بتواطؤ مع المدير و4 أطباء بيطريين حيث يتم ذبحها ليقوم
الجزارون بتوزيعغها علي المستهلكين علي أساس أنها لحوم عادية.
وفي
العراق (إبان الحرب) تم إطلاق 17 صاروخا علي قتدقين ومجمع
وزارة النفط في بغداد وذلك من خلال عربة كارو يجرها حماران
فدائيان أو انتحاريان مما أدي إلي إصابة مدني عراقي وآخر
أمريكي, وتناقلت الصحف صورا لجنود الاحتلال الأمريكيين بعد أن
قبضوا علي الحمارين والعربة الكارو وكان مكتوبا عليها قلبي
معاك!
وفي
نيقوسيا تم احتجاز حمار و3 مواطنين قبارصة يونانيين أرادوا
العبور الي الشطر الشمالي من الجزيرة بعد أن أبدوا احتجاجهم
علي ضرورة استخدام جوازات السفر للتنقل بين القطاعين القبرصي
واليوناني والقبرصي التركي, وزود المواطنون حمارهم بجواز سفر
مثبت عليه صورة مكتوب عليه اسم السيد (كيبروس) ومهنته (عامل) ورافق الثلاثة مواطن قبرصي تركي,
وذلك تضامنا مع حملة دعائية ساندها سكان شطري الجزيرة احتجاجا
علي مطلب حمل جواز سفر لدي التنقل بين قطاعي الجزيرة, وكان
جواز السفر الصادر للحمار يشير الي انه صادر عن الجمهورية الفيدرالية
المتحدة للحمير وذلك فيما يبدو اشارة لما نقله البعض عن
الزعيم القبرصي التركي دنكتاش من قوله ان السكان الأصليين الوحيدين
للجزيرة هم الحمير وقد أطلقت
السلطات القبرصية التركية سراح المواطنين, وفرضت عليهم غرامة
قدرها يورو واحد جزاء لسلوكهم غير اللائق اما الحمار فقد
عهد به الي طبيب بيطري.
وفي
اليونان: لم يصدق الركاب الذين نزلو للتو من حافلة يونانية
عند معبر حدودي غير مكتمل مع ألبانيا أنفسهم عندما انتهي
بهم المطاف الي ركوب حمار ربطت في رأسه لافتة (سيارة أجرة)
وبدأ القرويون الألبان الفقراء في تشغيل خدمة سيارات الأجرة
التي تقودها الحمير التي تقودها الحمير الي معبر (كافي بوتي)
الجديد لمساعدة المسافرين علي اجتياز الطريق الجبلي بين
الدولتين الجارتين في البلقان متقاضين 2.36 دولارا مقابل
التوصيلة!
.. وهكذا نجد الحمير تقوم في هذا العصر بأدوار
متعددة خلافا لما تعودناه منها في العصور السابقة من كونها
وسيلة لنقل البضائع أو صاحبةة صوت منكر ويضرب بها المثل في
الغباء.. وتتوالي أخبار الحمير مؤكدة أنها مظلومة معنا علي
الرغم من كل فوائدها!
نشرت في جريدة المشرق في 200/10/21
0 التعليقات:
إرسال تعليق