كانت
البداية موضوع طريف في صفحة المحليات بجريدة الأهرام يحمل
عنوانا جذابا, وهو تصريح لوزير الموارد المائية والري عن
تطوير جزر النيل لإقامة حدائق ومتنزهات للمواطنين.. من يعترض
علي حدائق للمواطنين.. لكن من يتابع قراءة الخبر بعين فاحصة
يستكشف ما تخبئة السطور ويستشف النيات الغامضة للحكومة السنية.
يقول
الخبر: إن معهد بحوث النيل أعد مشروعا لتطوير الجزيزة يقصد
القرصاية وبناء علي هذا المشروع يتم الآن بحث جميع الحالات
الموجودة لعدم المساس بحق أي شخص من المقيمين عليها!
وقال:
إن التطوير لا يشمل فقط جزيرة القرصاية بل ينمو ليشمل
جزيرتين هما دهب, والوراق, وأن هذا التطوير يدخل ضمن منظومة
كبري, بدأت بوضع التصاميم الخاصة بمشروع تطوير كورنيش النيل
بطول 60 كيلومترا من القناطر الخيرة حتي حلوان من خلال هيئات
هندسية وطنية وأجنبية علي أعلي مستوي راعت عدم حجب النيل
وإعطاء الفرصة للمواطن العادي في رؤيته بشكل مباشر.
إنني
أتحدي أي مسئول أن يعثر علي مواطن ـ لامؤاخذة ـ عادي رأي النيل بشكل مباشر
وأقترب منه أو لمسه.. إن النيل تحجبه عنا الأندية المغروسة
علي شاطئيه, والكازينوهات وعوامات رجال الأعمال والمسارح
والنقابات وتعديات البلطجية, والكثير والكثير الذي يمنع النيل
من أن ينكشف علي أحد!
المهم..
نرجع للقرصاية.. أنه لا توجد أي نيه لتخصيص أراض للاستثمار
بالجزيرة!! شوف ازاي؟!.. أحسست باطمئنان شديد عند قراءة هذه
العبارة في بداية الخبر, لكن صدمتني كلمات قليلة أخري في
نهايته تقول: وسوف تتم دعوة المستثمرين للدخول في المشروع مقابل
التنمية وإقامة منتجات ومناطق سياحية ومطاعم كلها تتماشي مع
التخطيط الجديد لجوانب النيل!
اظهر
وبان.. عليك الأمان.
أظهر
أيها المستثمر الذي يتخفي وراء كل هذه النيات الطيبة تجاه
المواطن العادي, يا أيها المواطن العادي.. كم من الجرائم
ترتكب باسمك وظهر أخيرا إسم
المستثمر العربي الكبير الذي اتفق مع محافظ الجيزة علي شراء
مساحة ضخمة في القرصاية لعمل مشروع سياحي ترفيهي كبير, وبدأت
الأخبار تتري عن الجزيرة الهادئة التي هبطت أمامها 6 سيارات
ناقلات جنود ودخلتها 4 حفارات وأمن مركزي.. وخلافه!!.. وبدأت
عمليات الاقتحام والمقاومة الشعبية من الأهالي بالصلاة أمام
البلدوزرات وحفر القبور والنوم فيها لعدم تقدم الجرارات, وقامت
قوات الأمن بمحاصرة الأرض وبدأت الحفارات في الردم.
يقول
الأهالي إنهم يشعرون أن الحكومة تريد أن تسلبهم أرضهم وأنهم
اصبحو يتخيلون أنفسهم شعبا محتلا مثل الفلسطينيين والعراقيين..
الحكومة جاية تشردنا زي إسرائيل تمام!
وقال
الأهالي إنهم وقعوا علي خطاب لارساله إلي المفوضية السامية
لشئون اللاجئين للأمم المتحدة للجوء السياسي الجماعي لأقرب دولة
أو أن تبحث لهم المفوضية عن وطن آخر يمكنم العيش فيه
بسلام. وأن هذا بديلا عن عملية الانتحار الجماعي التي ستحدث
في حالة اقتحام قوات الأن لأرض الجزيرة.
وآخر
ما قرأت من أخبار والرده من الجزيرة أن هناك هدوءا حذرا يخيم
علي الجزيزة فهل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟!
لقد
حمل الأهلي النائب محمد أبوالعينين رسالة إلي الحكومة يقولون
فيها: ابحثو عن مكان آخر خالي من السكان لتستولوا عليه.
ومعروف
أن النائب محمد أبوالعينين يمتلك مساحة كبيرة من الأرض في
الجزيزة, لكن من المؤكد أن البلدوزورات لن تقترب منها أبدا.
إن
أول ما خطر علي مخيلتي عند ذكر إسم الجزيزة أن أقول هي
القرصاية في إيد اليتم عجبة؟!
نشرت
في جريدة المـــسائية في 14 ديسمبر 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق