كانت
الجيزة قبل تقسيمها من المحافظات الضخمة مترامية الأطراف مكدسة
بكم ضخم من السكان.. وقد زاد العبء بعد إنشاء مدينتي 6
أكتوبر والشيخ زايد مما كان يتطلب صدور هذا القرار الذي
قسمها إلي محافظتين منذ سنوات عديدة.
وعلي
الرغم من معاناته في حل مشكلاتها فقد ترك محافظها السابق
الدكتور فتحي سعد تركة ثقيلة لخليفته اللواء سيد عبدالعزيز
شحات الذي كان يشغل منصب رئيس الجهاز المركزي للتعمير.
ولقد
تعاقب علي هذه المحافظة الكثير من المحافظين ولكن قليلا منهم
من ترك أثرا أو بصمة إيجابية فيها.. ولعل من أكثر من
يتذكرهم أبناء الجيزة بالخير هو الدكتور عبدالرحيم شحاتة الذي
اهتم اهتماما كبيرا بالمناطق العشوائية المكتظة بالسكان مثل
امبابة وبولاق الدكرور والمنيب حيث أنشأ لنفسه مكتبا في كل
منها يتواجد فيه مرة كل أسبوع أو كل شهر يستمع إلي مشاكل
الناس عن قرب ويسعي بجدية واجتهاد في حلها وأزال عن عاتق
هذه المناطق أتلالا ضخمة من القمامة وقام بتوسعة شوارعها
واضاءتها وتجميلها, ولو كان الوقت قد اتسع له واستمر عدة
سنوات أخري في موقع المسئولية عنها, ولم تأخذه القاهرة ليغرق في مشاكلها
الكثيرة لكان حال الجيزة الآن أفضل كثيرا, ولعلها كانت ستنافس
قنا والإسكندرية.
ومازالت
القضية الأولي أمام المحافظ الجديد والتحدي الأكبر هي نظافة
المحافظة.. فتلال القمامة لم تترك حيا فقيرا أو غنيا إلا
وطالته.. الكل سواسية وتحتاج نظافة الجيزة إلي حملات واعية مع
الاستعانة بالشباب لفتح فرص عمل جديدة أمامهم وأيضا الاستفادة
من تدوير هذه المخلفات لتصبح مصدر دخل للمحافظة وليست سبة
علي جبينها وعبئا علي كاهلها.
أما
التحدي الثاني فهو العديد من المشروعات التي ضربت رقما قياسيا
في المدي الزمني الذي استغرقته ولعل أبرزها ميدان الجيزة الذي
أصبح مثل المريض الذي تمت تجربة كل أنواع العمليات الجراحية
فيه وكل أنواع المسكنات والمنشطات.. ولعل آخرها نزلة الكوبري
القادم من فيصل التي صبت في ميدان الجيزة فزادته ارتباكا
وزحاما, وأيضا كما وعد المحافظ في أوائل تصريحاته بالاهتمام
بالانتهاء من محور صفط اللبن, ونفق الري وكذلك تنفيذ مشروع
تطوير شمال الجيزة والوراق.
ومن
أبرز المشكلات أيضا العمارة الضخمة التي تعلو نفق الهرم
والتابعة لمجلس محلي مدينة الجيزة وكان العمل قد بدأ فيها
منذ أكثر من سبعة عشر عاما ولم ينته حتي الآن وقد توالي
عليها أكثر من خمسة محافظين وكل منهم يرحل مشكلتها للمحافظ
الذي يليه هربا من وجع الدماغ وتحتاج إلي وقفة جادة من
المحافظ الجديد للانتهاء من أعمالها وتسليمها لأصحابها الذين
سددوا ثمن شققها بالكامل منذ سنوات طويلة ولا توجد أمامهم
بارقة أمل في استلامها علي الرغم من أنه لا ينقصها سوي
التشطيبات واستكمال دورين أو عدم استكمالها.. فقط المسألة في
حاجة إلي قرار جرئ وسريع لا يؤجل هذه المشكلة لسنوات أخري
قادمة.. وأعتقد أن هذا سيتم علي يد المحافظ الجديد حيث أنه
متخصص ومحنك في هذا المجال مجال الإنشاءات وسيضع يده علي
سبب المشكلة ومن المؤكد أن هناك حلولا كثيرة غير التأجيل.
أيضا هناك مستشفي في منطقة القومية العربية بامبابة تم بناؤه
علي أحدث طراز ولكن البناء توقف فيه منذ فترة طويلة وهناك
منازعات غامضة مع المقاول تحتاج إلي أن يوضع ملف هذا
المستشفي أمام السيد المحافظ ليضع له حلا جذريا لأنه سيخدم
منطقة مكتظة بالبشر وهي في أمس الحاجة إليه لانتشار الكثير
من الأمراض والأوبئة بين أفرادها.
أما
التحدي الخطير والذي يحتاج فعلا إلي يد من حديد فهو كورنيش
النيل.. حيث أن المواطن الجيزاوي محروم من مجرد رؤية النيل
نظرا لأن الحيتان قد احتلوا شواطئه وغرسوا فيها العوامات
والمطاعم والملاهي والنقابات المهنية والانشاءات الغريبة التي
تمنع رؤية النيل لمسافات طويلة وكأنه عورة لا يجب أن يراه
أحد ولا ينكشف علي أي مواطن غريب أو قريب.
أتمني
التوفيق للمحافظ فتحي سعد في محافظته الجديدة 6 أكتوبر..
والتوفيق للمحافظ الجديد سيد عبدالعزيز في محافظته الصعبة
الجيزة.
نشرت في جريدة المسائية في 2008/5/6
0 التعليقات:
إرسال تعليق