شيوخ
الفضائيات ومفتوها ظاهرة أصبحت لافتة للنظر بشكل غريب, والأغرب
في هذه البرامج أن الضيف لايكتفي وحده بمهمة الإفتاء, وإنما
يشاركه المذيع أو المذيعة
فنجدهم يتطوعون بالفتوي وبتوجيه النصح والإرشاد للمشاهدين!
وفي
حلقة شاهدتها مؤخرا علي إحدي القنوات الفضائية اتصل أحد
المتنطعين تليفونيا ليعرض مشكلته وهي أنه متزوج ولديه أبناء
وأنه سيسافر إلي إحدي الدول العربية لمدة خمس سنوات وهو
يريد أن يتزوج فترة السفر فقط وأن ينتهي هذا الزواج بانتهاء
فترة عمله, وذلك لأنه يخشي علي نفسه من الفتنة!
وسأله
المذيع هوا سن حضرتك كام؟
رد
المتنطع: 34 عاما.. فأجاب المذيع مؤمنا علي كلامه: فعلا يخشي
عليه من الفتنة..!
واستمر
التحاور بين المذيع والشيخ حول أنه لا يجوز تحديد فترة
الزواج بمدة معينة وإنه يمكن له أن يتزوج ولكن أن تكون
لديه النية في الاستمرار في الزواجة ولو حدثت ظروف بعد ذلك
تستدعي الطلاق فله أن يطلقها.. كما أنه عرض عليه حلا آخر
هو أن يتزوج ثم بعد انتهاء فترة عمله يعرض علي زوجته أن تختار بين أن تأتي
معه إلي مصر أو أن يطلقها..
واستمر
الشيخ في فتواه ولم يخطر علي باله أو بال السيد المذيع أن
يسأل هذا المتصل السمج عن السيدة زوجته وأم أبنائه التي
صبرت معه طوال فترة الزواج الماضية .. ألا يخشي عليها من
الفتنة أيضا طوال هذه السنوات الخمس التي سيسافر فيها؟!
أليست
هي كذلك من لحم ودم .. ولماذا لم يفكر في أن يصطحبها هي
وأبناءه معه إلي هذه الدولة التي سيسافر اليها طالما انه
يستطيع أن يصرف علي زوجة هناك؟!
أليست
عههي الأولي بذلك؟ ولماذا لم يصبر ويظل في بلده ويحاول أن
يعمل عملا إضافيا يعوضه عن السفر ويؤمن نفسه من الفتنة
ويقيها شر القتال؟
أسئلة
كثيرة خطرت علي بالي وكنت أتمني من الشيخ أو المذيع أن
يطرحاها علي السيد المتصل لكنهما كانا في واد آخر!!
نشرت في جريدة القاهرة في 2007/5/22
0 التعليقات:
إرسال تعليق