تعـتبر الفترة التي يبدأ الطفل فيها يجمع
الكلمات ليصنع منها جملا قصيرة من أجمل الفترات في حياة كل
أب وكل أم, حيث يبدأ الطفل في اكتشاف واستكشاف الكلمات ويجد
الوالدان متعة كبيرة حينما ينجحان في إضافة كلمة أو جملة
لقاموس الابن الصغير.
وقد
دخلت ابنتي نوران ـ واسم الدلع لها نونة ـ هذه المرحلة مؤخرا, وبدأت أحاول
بسعادة بالغة فك طلاسم جملها القصيرة هذه, ومحاولة إضافة وتصحيح
كلمات وجمل إلي هذا القاموس الصغير.
فبعد
أن كانت تقول واوا عن أي ألم تشعر به بدأت في تطور
لاحق تقول هنا واوا.. أو واوا
بح بمعني انتهاء الألم .. وعندما لايعجبها طعم دواء أو طعام فإنها
تقول دا إف بدلا من إف فقط التي كانت تقولها منذ فترة
قصيرة.. وفاجأتني من عدة أيام وأنا أنظر اليها بعبارة طويلة
إلي حد ما وهي انت بص عليا
ليه؟ بمعني لماذا تنظر إلي؟.. وأتبعتها بعد ذلك بعبارة أخري
قصيرة آوز مني إيه؟ بمعني عاوز مني إيه .. وإذا حادثتها
تليفونيا فإنني أعرف أخبار البيت من جملها القصيرة هذه فمثلا
تقول أوده أاأا ضحضح فأعرف من ذلك ان ابني محمود الشهير بـ
حودة قد ضرب شقيقته ضحي الشهيرة بـضحضح وإذا سألتها ماذا
فعلت اليوم في الحضانة ترد أبلا إد به بطه فأعرف إن أبله
هند مدرستها قد أعطتها الدرس حرف الباء والمثال عليه بطة .. وقد استمرت لفترة طويلة في ذكر
به بطة هذا حتي اضافت بعد ذلك حروفا أخري هي مزيج من
اللغتين العربية والانجليزية فأصبحت تجيب عندما أسألها عما
درسته اليوم : به وته وواي
وثه.
أما
أكثر ما أخذ مني مجهودا في تحفيظها إياه فهو حرف الميم,
فعلي الرغم من أنها تنطقه جيدا في ماما أو مامي كما
تقولها أحيانا .. أو أمي أحيانا أخري إلا أنها تفشل في نطقه
عندما يكون مرتبطا بـ ميم موزة فهي تنطقه ميم بوزا .. يا
بنتي موزا لكنها تصمم علي إنها بوزا .. ولم تنجح في نطق
الحرف بالطريقة الصحيحة إلا مؤخرا وبعد مجهود طويل.
وعندما
أحادثها تليفونيا فهي تصمم أن تكون أول المتحدثين وعندما
أسألها عاملة إيه؟ فتقول كويسة ثم تبدأ في إملاء طلباتها
علي وهي أولا: بوزو ثم سيبسي ثم أجلا ـ بمعني عجلة ثم لاتا ـ بمعني شيكولاتة .. ثم
إنها لا تنسي أن تشكو لي من أخوتها ومن أمها ومن الأبلة
ومن الجيران أيضا .
ولعدة
أيام كانت تشكو من زميلة لها بالحضانة فكنت أسألها عن اسمها
فكانت تجيب: آية .. مثلا: آية ضربتها .. آية أخذت منها زجاجة
المياه.. آية ترتدي فستان جميل تريد أن أحضر لها مثله .. وعندما تكررت الشكاوي ذهبت الي
الحضانة لأسأل عن آية هذه فكانت المفاجأة انه لا توجد أي
طفلة بهذا الاسم في حضانتها واعتقد انها قامت بإطلاق هذا
الإسم عشوائيا علي إحدي زميلاتها!
0 التعليقات:
إرسال تعليق